Skip links

قرار رقم 40 لسنة 2025 م باعتماد البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لإحداث ثورة في النظام القضائي الليبي: قفزة نحو الكفاءة وسهولة الوصول

لطالما تعرض النظام القضائي الليبي لانتقادات بسبب عدم كفاءته، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى اعتماده على أنظمة قديمة، وسجلات ورقية، وإجراءات تعتمد على الأوراق. أدت هذه ‏إلى التأخر في الإنجاز، وزيادة في التكاليف، ونقص في الشفافية، مما أضعف ثقة الجمهور في النظام القانوني. ومع ذلك، فإن تغييرًا تحويليًا يلوح في الأفق. وفقًا للقرار رقم 40 لسنة 2025، الذي يعتمد البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، فإن النظام القضائي الليبي على وشك الخضوع لإصلاح جذري. هذا التغيير يعد بفوائد ليس فقط للموظفين داخل النظام القضائي، ولكن أيضًا للمحامين وعامة الجمهور.

التحديات الحالية

لطالما عانى النظام القضائي الليبي من عدة قضايا نظامية إدارية. أدى الاعتماد على السجلات الورقية والإجراءات اليدوية إلى:

  1. تأخير في حل القضايا: أدت الطبيعة المرهقة للإدارة اليدوية للسجلات وإدارة القضايا إلى تأخيرات كبيرة في حل النزاعات القانونية.
  2. زيادة التكاليف: أدت الحاجة إلى التخزين الفعلي، ونقل، والتعامل اليدوي مع المستندات إلى زيادة التكاليف التشغيلية.
  3. نقص الشفافية: جعلت أنظمة الأوراق غير الشفافة من الصعب على أصحاب المصلحة الوصول إلى المعلومات، مما أدى إلى نقص في المساءلة والثقة.
  4. عدم الكفاءة: الإجراءات اليدوية عرضة للخطأ البشري، مما قد يؤدي إلى أخطاء قضائية ومزيد من التأخيرات.

الحل: التحول الرقمي

يهدف البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، كما هو موضح في القرار رقم 40 لسنة 2025، إلى معالجة هذه التحديات من خلال تحويل النظام الحكومي من الإجراءات الورقية القديمة إلى نظام إلكتروني حديث. سيتم تحقيق هذا التحول من خلال تنفيذ تقنيات متقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وتقنية البلوك تشين، لتبسيط إدارة القضايا، وتعزيز الشفافية، وتحسين الوصول إلى العدالة.

فوائد للموظفين في النظام القضائي

بالنسبة للموظفين داخل النظام القضائي، سيحقق هذا التحول تحسنًا كبيرًا في ظروف عملهم وكفاءتهم. التحول إلى نظام إلكتروني.

  1. يقلل من عبء العمل: للمهام الروتينية، مثل تقديم المستندات وتتبع القضايا، ستقلل العبء على الموظفين القضائيين، مما يسمح لهم بالتركيز على المهام الأكثر تعقيدًا.
  2. يعزز الدقة: استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيقلل من الأخطاء البشرية، مما يضمن أن تكون السجلات دقيقة وحديثة.
  3. يحسن الرضا الوظيفي: من خلال التخلص من العمليات اليدوية المملة، سيعاني الموظفون من رضا وظيفي أكبر وتقليل مستويات التوتر.

فوائد للمحامين

المحامون، الذين غالبًا ما يكونون في طليعة التعامل مع النظام القضائي، سيستفيدون أيضًا بشكل كبير من هذا التحول الرقمي. النظام الجديد سوف:

  1. يبسط إدارة القضايا: سيتمكن المحامون من الوصول إلى نظام إلكتروني مركزي لإدارة القضايا، مما يسمح لهم بتتبع تقدم القضايا في الوقت الفعلي.
  2. يعزز الوصول إلى المعلومات: تحويل السجلات إلى شكل رقمي سيجعل من السهل على المحامين الوصول إلى المستندات ذات الصلة والسوابق القانونية، مما يحسن جودة التمثيل القانوني.
  3. يقلل التكاليف: المكاسب الكفاءة من النظام الجديد ستترجم إلى انخفاض التكاليف التشغيلية لمكاتب المحاماة، والتي يمكن أن تنتقل إلى العملاء.

فوائد لعامة الجمهور

سيتم الشعور بأكبر تأثير لهذا التحول من قبل عامة الجمهور. التحول إلى نظام قضائي رقمي سوف:

  1. يحسن الوصول إلى العدالة: النظام الإلكتروني سيجعل من السهل على الأفراد تقديم القضايا، والوصول إلى المعلومات القانونية، وتتبع تقدم قضاياهم، مما يعزز الوصول إلى العدالة.
  2. يزيد الشفافية: تحويل السجلات إلى شكل رقمي سيجعل العملية القضائية أكثر شفافية، مما يسمح للجمهور بثقة أكبر في النظام.
  3. يقلل التأخيرات: المكاسب الكفاءة من النظام الجديد ستؤدي إلى حل أسرع للقضايا، مما يقلل من التراكم ويضمن تقديم العدالة في الوقت المناسب.

الخاتمة

اعتماد البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي بموجب القرار رقم 40 لسنة 2025 يمثل لحظة محورية في تاريخ النظام القضائي الليبي. من خلال التحول من الإجراءات الورقية القديمة إلى نظام إلكتروني حديث، يعد هذا المبادرة بتحسينات كبيرة في الكفاءة، والشفافية، والوصول إلى العدالة. ستشمل الفوائد الجميع — الموظفين داخل النظام القضائي، والمحامين، وعامة الجمهور. هذا التحول ليس مجرد خطوة إلى الأمام؛ بل هو قفزة نحو نظام قانوني أكثر عدالة، وكفاءة، وشفافية للجميع.

مع المضي قدمًا، من الضروري أن يتبنى جميع أصحاب المصلحة هذا التغيير ويعملوا بشكل تعاوني لضمان تنفيذه بنجاح. مستقبل النظام القضائي الليبي مشرق، وهذا التحول الرقمي هو شهادة على قوة التكنولوجيا في دفع التغيير الإيجابي.

Leave a comment